منذ أن عرفت الدنيا وأبصرتها، عرفته رجلاً عظيمًا كبيرًا مَهيبًا وجيهاً، نحلم به ونحلم أن نعيش معه، أوقاتنا معه هي ألعابنا وأحاديثنا معه هي أفراحنا وبقاؤنا معه هو أمنياتنا. كان ذا حلم وتؤدة وأناة، وسكينة وتقًى وزكاة، قليل الكلام كثير التأمل، بشوش الوجه دمث الخلق، يحب الفكاهة والأنس، يحبه من يراه ويُصغي إليه من يتحدث معه، مجلسه عقل وحكمة، يَفِد إليه من يرجو صلحًا أو حلًا، لم يخاصم أحدًا ولم ينقل لنا أقرانه أن حدث ذلك يومًا، وإن خاصمه أحد …
التصنيف: رثاء
هذه الساعات مرة في فمي، تتدحرج الذكريات في هاوية لا قاع لها، لا الوجع الضارب في أعماقنا يكفكف ألم الرحيل، ولا الدمع يخفف لوعة الفقد، ولا الطيف العابر يسكن ذلك الوجد. للموت هيبة وجلال يصرخ في مسامعنا حين نصحو على فقدان صديق، وأي صديق أصدق منك يا صلاح، لقد أثارت فاجعة رحيلك غصة في الحلق وانكماشا لصفحات حياتك المشرقة وذبولا لوردك الذي بثثته بين جوانحنا، وإذا اجتمع في المفقود المروءة والإحسان وبشاشة الوجه ورقة القلب وحب الآخرين وكرامة النفس وبسط …
تابعني