الأسف إعراب عن عدم الرضا بشيء أو مجيئه مخالفًا للرغبة ومخيبًا للآمال والتطلعات، يشعر صاحبه بحزن بحسب بعد ذلك الشيء، ويكون استعماله محمودًا إذا فارق الإنسان معالي الأمور ومذمومًا إذا قصد به الحسد وما أشبهه من المساوئ والعيوب إلا أن مقالنا يحمل مفارقة عجيبة؛ إذ كيف يجتمع الأسف مع النجاح في أمر ظاهره أنه محمود بإذن الله؟! ما النجاح؟ النجاح كلمة رنانة تتشوق لها النفوس وتنشرح لها الصدور ويمتلئ القلب فرحًا بها، يكفي أنها مطلب أهل الأرض قاطبة، يسعى إليها …
التصنيف: نمط حياة
كان يدعى “يا محمد” قبل الإسلام وبعده، فيأتيه الأعرابي من أطناب باديته وهو -عليه الصلاة والسلام- في حفاوة ومنعة من أصحابه الأطهار فيقول: يا محمَّد! مُرْ لي مِن مال الله الذي عندك، فيلتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حلم وهو يضحك، ثمَّ يأمر له بعطاء ولم يستنكف، و قد قال تعالى في تفصيل جميل وإثراء بديع لمن ينشد العزة الحقيقية: {من كان يريد العزة فلله العزة جميعًا} فأجمل وفصّل و فصَل ليوصلنا إلى حقيقة قد يتغافل عنها …
لا تخطأ عينيك المحدقتين بالشاشة أحاديث الناس وأسمارهم عن “اتبع شغفك” و “دلل نفسك” و “اعمل فيما تحب” و “خذ قسطا من الراحة” والكثير من وسائل وأدوات الراحة والاستجمام والتلذذ بمتع الحياة. صوت بداخلي يكمل مسلسل تلك الدراما الرومانسية فيقول لا تضبط منبهك بعد اليوم على ساعة الاستيقاظ لبدء مسيرة الكدح والشقاء، أطلق لهذا الجسد عنان التفنن في ممارسة طقوس الكسل، سلّ نفسك ومتعها بما يشبع هذا النهم المتنامي للراحة في نفسك كأخطبوط شرس يلف أذرعه على كيانك ليرمي بك …
(إِنَّمَا بُعثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلَاقِ)؛ بهذه الصّياغة الموجزة التّركيب، وصف لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قصدَ بعثِه، ومكمن غايته، وزانَ الجُملة حُسنًا أُسلوبها التّوكيديّ وقصدُها الواضح، فأُعلِيَتْ مكارمُ الأخلاق، حتى أضحت روحًا للأمةّ، وشريانها النّابض، وأصل قوّتها، وسلاحَ صُمُودها أمام العواصف والحوادث والابتلاءات. واقع مشاهد إنّنا اليومَ نُواجه تزويرًا وتحريفًا كثيرًا بلا عدد، وقلبًا للحقائق والمسلّمات والمعايير، وتشويهًا للقيم والمبادئ والمكارم الّتي حفظت لنا منذ قديم عهدٍ أمْننا واستقرارنا في الحياة الباقية قبل الدّنيا الفانية، ودخلت على مُجتمعنا …
القهوة مزاج صباحي ونمط حياة، بل سرّ طاقة تتجدد، ومنطلق نحو يوم حافل بالحركة وعالم مجنون يعجّ بالأحداث المتلاحقة. يتفنن عشاق القهوة في احتساء الرشفات فيحلو الحديث، ويتعالى نبض الأدرينالين كما يتقنون نسج تفاصيلها وممارسة طقوس مرتبطة بتعاطي الفنجان الساحر. في الوقت ذاته، يجتهد صنّاع هذا التقليد الذي طغى على بقاع المعمورة في التنقيب عن أفخم أنواع البن التي تُحكم سطوتها على دماغك فتحلق به في عوالم عجيبة. أكثر من ملياري فنجان قهوة يوميا تجد طريقها السلس والمضمون إلى شفاه …
تابعني